نقابة المحامين بين الثورة والقانون
نقابة المحامين بين الثورة والقانون |
بقلم المحامي انس كسواني
لا ولن ننسى ان حركة فتح هي اول من أطلق شرارة الثورة الفلسطينية بعد نكبة ١٩٤٨، وبفضل تضحيات الآلاف من ابنائها ومنهم العديد من عائلتي المباشرة بقي اسم فلسطين موجوداً على الساحة الدولية وقضية عادلة يتبناها احرار العالم اجمعين؛ ابو عمار ابو جهاد ابو اياد وغيرهم الكثير من الشرفاء ضحوا بحياتهم حتى يحيا الفلسطينيين بأمن وامان واستقرار، وان نكون من بين الامم التي تسهم إيجاباً في التاريخ البشري والانساني..
حركة فتح قامت على فكرة التنظيم المقاوم العسكري وكذلك بنيت مؤسسات الحركة على فكرة الطاعة والسير خلف تعليمات القيادة بما يحقق الهدف من وجود الحركة وهو تحقيق الاستقلال والحريّة..
الْيَوْمَ وبعد انشاء السلطة الوطنية تغيرت استراتيجيات الحركة لتتناغم مع المعطيات الدولية، فلم نحقق التحرر بعد وما زلنا نبحث عن أنفسنا في مجال انشاء المؤسسات، والخطأ وارد، ولا ينكر احد وجود خروقات واخطاء في مسالة التعامل مع قطاع العدالة ككل، فالسلطة السياسية التي تحكمها حركة فتح ترى الأمور بطريقة مختلفة عن نظرة أهل المؤسسات والعاملين فيها، فبينما ترى الحركة انه من واجب المؤسسة ان تتبع توجه السلطة السياسية اخطأت أم اصابت والا يكن تمرداً على خط التحرر، يرى الكثيرين ان تكرار الخطأ يضر بمشوار التحرر ككل، فإحساس الناس بالظلم او عدم وجود تكافؤ في القرص او نقصان تطبيق مفهوم العدل يؤدي الى نفور الشعب من مسار الحركة حتى وان كانت الغاية نبيلة..
فتح هي جزء من الشعب العربي الفلسطيني، وجزء مهم من تاريخ نضاله الحديث ولكنها ليست الشعب الفلسطيني باكمله..
فلسطين بلاجئيها وشهدائها وأسراها وثكلاها وأطفالها والمبعدين عنها اكبر من أن يحتويها احد، فلسطين هي الأم التي ننتمي لها قبل اي فصيل او حركة، والا كان هدفنا من الانتماء للحركات هو فقط الانتماء للحركات لا للقضية العادلة..
نقابة المحامين موسسة وطنية للمحامين، تعنى بمصالحهم وأحوالهم ومستقبل مهنتهم وتحافظ على سيادة القانون والفصل بين السلطات، هذا ما نريده من نقابة المحامين ولذا نريد الأفضل ممن يقودها، بالمثل العامي بحكو "كل الناس خير وبركة" ولكن ليس كل الناس على درجة واحدة من القدرة والعلم،، وانا ستنتخب من اشعر انه الاقدر على قيادة نقابتنا الى بر الأمان، قد يكون منهم من هم من فتح ومن خارج الإطار التنظيمي للحركة، ولكن يهمني ان يستلم زمام الأمور الأفضل والاقوى والأقدر ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق