طه عبدالرؤوف نعمان

الحصار وتوقف النشاط التجاري والإقتصادي وعدم توفر السيولة وغيرها من الأسباب التي أعفت السلطة من إلتزام دفع الأجور والمرتبات..هي نفس الأسباب التي يجب بموجبها إعفاء المواطن عن دفع الرسوم القضائية والضرائب والجمارك..

البوارج والطائرات والإنس والجن التي تحاصر الدولة ومنعتها من الوفاء بإلتزاماتها هي هي نفس البوارج والطائرات والإنس والجن التي تحاصر المواطن..ومش مليح يرجع المواطن أحسن من الحكومة..شيضحكوا علينا آوادم ودول الغرب والشرق والفطس والشقر والسمر "المواطن دبر نفسه ودفع الرسوم والضرائب والدولة ماقدرتش تدبر حاله"..

المرحلة حساسة وتقتضي أن يضطلع كل بشر وحجر وشجر في الوطن بمسؤولياته...في القضاء مثلا..أن يعمل القاضي والموظف وعسكري الشرطة القضائية مجان بدون أجر "لوجه الله..وفي سبيل الوطن"..ويرفع المواطن المطالب بحقه دعواه بالمجان "لوجه الله وفي سبيل الوطن"..وتتحول العملية مجانا..لكن أن يعمل القاضي والموظف والعسكري مجانا والمواطن يدفع رسوم ما تركبش..ولا هي في سبيل الوطن !!

رسوم الإتصالات وغيرها من الخدمات التي تخسر فيها الحكومة حق ديزل وسليط اللهم لا اعتراض..منين يدوا قيمة الديزل والسليط....لكن الرسوم القضائية مثلا..مقابل ماذا ؟

وما هو الذي تخسره الدولة لتفرض رسوما مقابل الخدمة ؟!

حق ديزل وبترول وسليط للقضاة والكتاب مثلا!!

غيروا المكائن أتوماتيك تشتغل من نفسه..لاديزل ولابترول "بالمجان لوجه الله وفي سبيل الوطن"..

مقابل ماذا تفرض رسوما على المواطن..وتعفي نفسك من الوفاء بالالتزامات ؟!

الأسبوع الفائت حنبنا بقيمة وايت للمحابيس المحبوسين تنفيذا لأحكام قضائية دفع أصحابها رسوما قضائية مقابل الحصول على الحكم وتنفيذه.

تلك العدالة...وذلك الإنصاف والحق...وذلكم هو مبدأ المساواة.