للكبار فقط ... تقرءه على مسؤليتك .
فوزي كاظم المياحي
كنت مراهقاً في انتمائي وقت وصلني تبليغ من الرفيق جاسم حبش أمين عام الجبهه الوطنيه لتحرير اﻻرض ، وهي الجبهه التي أنتمي اليها وقت ذاك ،للذهاب الى جنوب لبنان لمقاتلة اليهود ، الذين كانوا قد احتلوا الجنوب ، ذهبت فورا الى ساحة الطيران "اللنگات" وأشتريت ثلاث تي شيرتات ، أحدهما رسمت عليه صوره لحبيبي جيفارا وهو يمسك بسيكار كوبي واﻷخر رسم عليه العملاق ماو مؤسس جمهورية الصين العظمى أما الثالث فقد أخترته شخصي ، فقد كان لونه ابيض رسمت عليه فتاة مدلوعة الصدر وهي تشرب قنينة كوكا كولا ،
دخلت لبنان بمعاونة الحكومه العراقيه ، وهناك تعرفت على الرفيقه دلال الشامي إذ كانت مقاتله شرسه وعنوده ، ترتدي بدله خاگي مرسوم عليها شعار الجبهه مع اليشماغ الفلسطيني اﻷحمر ، أنتهى القتال بأنسحاب أسرائيل من الجنوب ، أتفقت مع دلال للذهاب للعيش في بيروت ، عملت أنا أولا في جريدة اﻷنوار اللبنانيه فيما عملت هي في النهار البيروتيه ، بالطبع لم نكن نعمل بأي عمل صحفي ، أنما فقط القيام بأعمال التوزيع واﻹيصال ،
وبقينا على هذه الحاله لثلاث أشهر ، حتى أن فاجئتني الرفيقه دلال الشامي بسيده قدمتها لي بأعتبارها مرشحه وفائزه محتمله لمجلس النواب اللبناني ، رحبت بالسيده ، ثم أستفهمت عن الموضوع ، فعرفت أن السيده تريد تكليفي بقيادة أعمال ملصقات وكارتات ترشيحها للبرلمان ، مع كتابة نبذه عن برنامجها اﻻنتخابي وسيرتها الذاتيه لتوزيعها ، وافقت فورا طالما أن اﻷمر يحقق لي مردوداً مالياً
هي : O.k حبوب أتفئنا
انا : نعم سيدتي
في اليوم التالي حضرت الى شقتها ﻷخذ ملخص عن برنامجها اﻻنتخابي ...
هي : أتفضل ﻻ تستحي البيت بيتك
كنت ﻻزلت أطأطأ رأسي خجلا خصوصاً أن الصور التي تزين جدران شقتها مخجله تماما ... خرجت لي
هي : حبيبي شو رأيك لو نبدى بسيرتي الذاتيه على شكل نقاط
انا : O.k
هي : امي وبيي ماتو في حرب لبنان ، تركوني لوحدي كونت نفسي بنفسي لي محلات اﻷن في لبنان كلو وفي اﻻردن وان شاء الله في الشام كلياتو
انا : محلات شنو سيدتي؟
هي : محلات للملابس الداخليه النسائيه
انا : عظيم وبدك تترشحي للبرلمان !
هي : ومالو .. هوه انا نائصه شي حبيبي .
قلت : فهمتك غدا سأكتب سيرتك الذاتيه فأنت ﻻتحتاجك لبنان فقط ولكن تحتاجك كل اﻻمه العربيه ..... وقفت في نهاية الشارع أبكي .. الوطن الذي كنت اقاتل ﻻجله
جيفارا حبيبي لمن كنت تقاتل ... فالفقراء في وطني اليوم ﻻيحتاجون مناضل ، انما يحتاجون ملابس داخليه بصناعه امريكيه تغطي سؤاتهم
علمت في الاخير فوز السيده المذكوره بمقعد في البرلمان وفي لحظة فوزها وجهت رساله للامه العربيه ابتدئتها : نصر من الله وفتح قريب. لا اعرف السيده على من تنتصر وماذا سوف تفتح ؟!
دﻻل الشامي : ﻻتهتم رفاقنا ينتظروننا على الناصيه .... أمسكت يدها سرنا معا
قالت : رفيقي ماذا لو حلت الديمقراطيه يوما في العراق وفازت مرشحه لديها محلات للملابس الداخليه ماذا سوف تقول
قلت : الوطن الذي تديره أمراه تبيع الملابس الداخليه ... تف عليه .
لكن لعل احدهم يناقشني ويقول ان بيع الملابس الداخليه أفضل من بيع بعضهم سدادة قيمهم الوطنيه وقطرة الغيره من على جباههم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق