لمــاذا يزدري المجتــمع الشرقي و العراقي ( المطلقةَ ) |
بقلم المحامي مثنى حويطي
هي تلك المذنبة في نظـــر المجتمع .........
بل الخائنة التي لم يسمــع احدٌ ماذا فعلتْ لكنها خائنة و ان كان طــلاقها بسبب خيانة الزوج ...
هي تلك المرأة التي أدانهـا المجتمع قبل جلسة المحاكمة ....
الرجل دائما على حق في هذا المجتمــع
(( الرجال ما يتعيب )) فمن الطبيعي ان تكون المرأة دائما على خطـــأ ...
من هذه الافكار الخاطئة تُحاكم المرأة فيا ويلها ان اصبحتْ ( أمرأة و مطــلقة ) .....
عند الغرب عندما يتزوج اثنان يصيح ( القس ) بأعلى صـوته : من كان لديه اعتراض فليتكلم الان او ليصمت الى الابد ......
لأن الزواج في المسيحيـة يجب ان يستمر للابد و لا يوجد شي اسمــه طلاق عندهم الا اذا ( زنت الزوجــة ) و خانت زوجهــا فهنا يجب ان يُطلقها الزوج بل من يتزوج المطلقة : ( فإنه يزني ) .....
( من طلّق امرأته إلا لعلة الزنى . يجعلها تزني ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني ) (متى ٣٢ : ٥ ) ....
فعندمـا تجد مطلقة ستجد زانية و خائنة وفق هذا الفهم ......
مثل هذه التصورات و القواعد انتقلت الى العرب و سيطرت على مجتمعاتنا في بلدان يعشقون التقليد و المحاكاة بلا داعي ....
في المجتمع العراقي (( اخذ مطلگة البين و لا تاخذ مطـلگة الرجال )) اي تزوج من أمرأة طلقها القدر و مات زوجهـا و لا تتزوج من امرأة طلقها رجل ابدا ....
مثل هذه الرؤى امتداد للرؤى الغربية فالمطلقة دائما مخطئة .......
ايها المجتمع الذكوري لا تضعوا قوانين المجتمع و تصنعون التاريخ الذي تصنعه القوى المنتصرة ....
كم من مظلومةٍ زج بها القدر لتكون ضحـية لرجل رذيل ليأتي بعدها مجتمع ارذل يحاكمها على ذنبٍ لا يد لها فيه ..
كم من رجلٍ ساقت به شهواته نحو بغي ليترك اطفاله و يطلق زوجتـه بلا رحمة لتكون هي المخطئة بعد ذلك ......
لا احد على حق في الطلاق فهو شـــر و ان كان لا بد منه احياناً ..
فاذا حاكمتم الناس فكل حسب خطئه .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق