المحــــامون و اللغــــة العربية
![]() |
المحــــامون و اللغــــة العربية |
بقلم المحامي مثنى حويطي
القليل من الكثيــــر يفهم ما هو الفرق بين البــلاغة و الفصـــاحة ...
و الأكثــــر من هذا القليل نفســه لا يشغلُه الأمرُ أصـــلا ....
الكثيـــرُ من اغلب المحامين لا يميز بين الفاعل و المفعـول به و لا يشغــلهُ اطلاقاً ان يقع الفعلُ على الفاعــلِ لينتصر المفعــول به عند النهــاية ...
لا يكتـــرث اذا قال القاضي :
( حضرَ المتداعيين او المتداعيان )
فما يشغل باله ان يحضــروا ليذهب بعد ذلك ...
لا يعرف بعضهم الفرق بين :
( زوجتُكِ نفسي او زوجتُكَ نفسي )
و لا يكترث كثيــرا للتانيث او تكترثْ هي للتذكيــر و لا يهمهم تحريــك الســاكن او تسكين المتحـرك فعندهم المهم هي ( الفكرة ) و ان كانت تلبس ثوب البغــايا .....
لم يقفـــوا على الأطلالِ يومـا و لن يقفــوا ابدا بعد ذلك .......
( الضـاد و الظـــاء ) لا فرق بينهما عند بعضهم بل لن يعترض احدُهم ان رأى ( ظادا او ضاءا ) و لن يثور ضد الجموح على القــواعد او تكسيـــرها .....
لن يصغــي له ( السـامع ) ان سمـع قوله فهو لا يمـلك لغةً و لا يجيـــد الغوص في العروض .....
ســاضرب عن قولي مستخدما ( بل ) فأنني ارى محاميـاً شاعراً هناك يغازلُ حبيبتَهُ :
( ان رُفعتْ جلســةُ الحبِ بيننـــا سابقى
متهماً بكِ و لن اسعى ابدا الا لكي أُدان )
فتستمع اليه أطلاليات العرب و يقفوا مذهولين من شــاعريته و معانيه التي تمزق الفاظَها ...
محاميــةٌ هناك تصرخ :
( المرافعات تدور حول راسي و سادورُ حولهــا )
فيقف لها القضــاةُ لتجلسْ بفخـر ..........
حينهـا سيتقدم الخبرُ على مبتدأه ليخبـر الجميع نتيجةَ الحكمِ قبل بدأ الجلســـة :
بإسم المهنة نُعلن ان المهنةَ ستبقى كالألف الممدود حتى لو رأينا الالف المقصــورة ...
سيبقى المحــامون مذكراً لتصقل صفة التأنيث وجه ( مهنتنا ) الجميـــل .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق