عندما تكون محام متمرس ومعروف عندها تكون عرضة للتجاوز او اساءة الفهم من البعض ممن لا يعرفك الا من خلال الشهرة او وسائل الاعلام او السمعة الخ وهناك البعض من الزملاء الجدد يظن ان (الكاريزما) او قوة الشخصية للمحامي تعني التجاوز على الاخرين خصوصا من هو اقدم منه او اكبر منه سنا اذ حتى التعبير عن وجهة النظر تكون بطريقة غير لائقة وهنا اود ان اشير لبعض الزملاء الجدد الذين قد يسيؤون فهم قوة شخصية المحامي او (الكاريزما) كما يحلو للبعض تسميتها :

11 - الواثقون من انفسهم تجدهم هادؤون دوما مستبشرون لا يستفزون الاخرين بتصرفات او عبارات معينة 

22 - قوة الشخصية او (الكاريزما) حصيلة موهبة + خبرة + علمية وليست فقط مجرد مظهر خارجي من اناقة وملابس (على اهميتها لرجل القانون وبالأخص المحامي)

3 - ان تكون متواضعا جدا لان التواضع (موهبة) لا يجيدها الا الكبار فعلا ! 

4 - ان تحترم من يسبقك بالمهنة ومن يكبرك سنا (هذه تربية نتلقاها بالبيت والمدرسة من الصغر اما من حرم منها فهو فقير فعلا ويشفق عليه حقا !) وحتى لو كان لك وجهة نظر مخالفة ضد زميل سبقك بالمهنة فتأكد انه سيأخذها بصدر رحب لكن باسلوب مهذب ولا تظن أن انك كفء له بمجرد جلوسك معه لتواضعه بل هناك فوارق كثيرة فأنت نفسك ترفض ان تقارن بنفسك بعد مرور عشرون عاما من تراكم العلم والمعرفة والخبرة 

5 - احترام الاخرين والتواضع لا يعني ضعف الشخصية بل بالعكس فالحمقى والاغبياء والجهلة والفارغون هم الذين يتكبرون ويصابون بالغرور والعجرفة ولو كان المرء ممتلئا واثقا من نفسه وامكانياته وقدراته لما وجدته بهذه السطحية والسذاجة والضعف البشري !

6 - (الكاريزما) تعني الحضور قبل كل شيء والحضور يعني انك متحدث لبق ولك خزين معرفي في كل الحقول مع خبرة مهنية لمية وعملية ومتمكن لغويا وتعرف متى تستخدم المفردة في موضعها بالاضافة الى ثقافة عالية نتيجة طول مطالعة في المجال القانوني وغير القانوني والاشتغال على النفس طويلا 

7 - لا تقلق من مسألة قوة الشخصية او (الكاريزما) لكونك محام فالمحاماة تعني كل هذا فهي حصيلة خبرة ومعرفة وثقافة ومواهب متعددة وجرأة وشجاعة ونضج وتواضع كي تكون قويا وواثقا من نفسك في نفس الوقت الذي يجدك فيه الاخرون متواضعا ، كن قويا جريئا ازاء الظالم القوي البذيء وكن متواضعا هادئا رحيما مع الفقير المحتاج ولا تخلط بين وثوق النفط والتكبر قد يسيء البعض ويخلط بينهما لكنهما يختلفان كثيرا بشكل جلي وواضح 

8 - حصيلة الامر لا تقلق من شيء فأما تكون محام ناجح (بتوافر تلك المواهب والشروط) او لا تكون ولهذا تجد بعض الزملاء يتركون هذه المهنة لانها لا تتلاءم مع مواهبهم وامكانياتهم واما من يحبها فقد وجد نفسه في مهنة المتاعب هذه التي لا تليق الا بالفرسان النبلاء مع اعتزازي بكل من غادرها 

جمعة مباركة عليكم جميعا 

المستشار المحامي وليد محمد الشبيبي 

الخميس 6 نيسان/ ابريل 2017