تـــأملات محامي عراقي بين الصحـوة و الخيال
![]() |
تـــأملات محامي عراقي بين الصحـوة و الخيال |
قد اعتراه الملل من كثرة الجلوس في غرف المحامين المكتظة بالاعداد البشـرية الهائلة مكتوب على ابوابها :
( الغرفة مخصصة للمحامين فقط )
و احيانا ينتظر دوره للجلوس على اي كرسي ليتنعم قليلاً بكرامة المحامي ..
يرى الضجيجَ و لا يسمعه حيث اعتراه الارهاق اكثر من اللازم بين مستقبل مظلم و ضغوط نفسيـة و حقيبة مملوءة بالاوراق فقـط ...
و بين رؤية بعض الشرطة يهيمنون على مجريات الامور و معقبين يتأنقون اكثر من المحامي نفسـه ...
بين هذا وذاك هومت عيناه و اغمض جفنيــه و هو يستذكر تلك الدعايات الانتخابية و كمية اللاصق التي بقت اثارها على جدران غرف المحامين ...
و استيقظت عيناه على قرارات مصيرية مفاجأة لاحت أشعاراتها على شاشة الهاتف المكسورة فبدأت عيناه تقرأها بصعوبة :
قرر مجلس نقابة المحامين العراقيين بموجب الصلاحيات المخولة له قانونا ما يلي :
- ايقاف قبول انتماء المحامين الجدد لحين رفع معدلات قبول المحامين و زيادة الدعم اللوجستي من قبل الحكومة لحفظ كرامة المهنـة و وضع ضوابط صارمة على قبول طلبات الانتماء بما و يتعادل مع القيمة العلمية المطلوبة لمهنة المحاماة .
- عزل رسوم تقاعد المحامين عن اصدار هوية المحامي و جعل اصدار الهوية غير مرتبط بدفع رسوم التقاعد و على تقاعد المحامين استيفاء الرسوم حسب الطرق المقررة قانونا و تخفيض الرسوم الى الحد الادنى قانونا .
- التدقيق مركزيا على الموظفين الذين يحملون هوية المحامي خلافا للقانون و شطب اسماءهم فورا من سجل المحامين .
- محـاربة كل من يتدخل في اعمال المحامين بشكل واقعي و ابعاد المنافسين غير المشروعين بقوة القانون و تفعيل ضمانات المحامي .
هنا تفأجا انه كان مستيقظا وسط احلام اليقظــة و ايقظه الواقع على احاديث بعض زملاءه يتهامسون بينهم و قد نفذت كلماتهم الى مسامعه :
الاول : (( شوف هذا نايم هيه غرفة محامين لو فندق و لله خربت المهنة ))
الثاني : (( هيه بس خربت اصلا انحدرت المهنة بس مو تنسى اليوم بالمطعم نكعد وي الضابط علمود جايبلنه دعوة دسمـة و نسبته مضمونة )) ..
هنا قام المحامي و تثاقلت خطاهُ نحو باب الهروب من الواقع الى الواقع و هو يردد في نفسه :
( اقسم بالله العظيم ان اؤدي اعمالي بامانة وشرف وان احترم القانون واحافظ على سر المهنة وارعى تقاليدها وادابها )
و يسال نفسه :
(( هوه الشغل وينه حتى أأدي بامانة و شرف 🙄 ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق